الأحد، 29 يونيو 2014

ابن الشيخ الذي أصبح عبداً

(روزبه) أحد أولئك الذين حددوا أهدافهم في هذه الحياة بدقة، ثم تحملوا الأهوال حتى يصلوا إليها، فوالده كان كبير علماء الدين في القرية التي ولد ونشأ فيها...



نقلا عن صحيفة مكة

(روزبه) أحد أولئك الذين حددوا أهدافهم في هذه الحياة بدقة، ثم تحملوا الأهوال حتى يصلوا إليها، فوالده كان كبير علماء الدين في القرية التي ولد ونشأ فيها "أصبهان" إيران، وحينما علم والد عن هدفه، قيده من قدميه بالحديد وحبسه في البيت ليمنعه من الخروج، يقول روزبه: "كنت أحب خلق الله إلى والدي، حتى علم بهدفي فحبسني في البيت كما تحبس الجارية، فكسرت القيد وهربت في رحلة طويلة بإتجاه دمشق".

في دمشق عمِل (روزبه) خادماً لدى أحد القساوسه، ولكنه رأى أن هذا القس يسرق صدقات الفقراء، وظل يعمل لديه إلى أن توفيّ فأخبر كبار القساوسه عن مكان الذهب والفضه التي كان يخبئها القس، فعمل بعدها لدى القس الجديد أعوام أخرى، وحينما أقترب أجل القس سأله روزبه بماذا توصيني أن أعمل بعدك؟ فأوصاه أن يغادر إلى قس آخر في (الموصل) بالعراق، فذهب إليه وأقام معه سنوات، إلى أن توفيّ، وظل يتنقل من بلد إلى آخر ومن قس إلى آخر إلى أن نصحه آخر من عمل لديه وقال له: "قد أظلك زمان نبي وهو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق فافعل".

اتفق روزبه مع تجار متجهون إلى جزيرة العرب أن يأخذوه معهم مقابل بقراته وغنمه، فأخذوها منه ولكنهم حينما وصلوا باعوه "عبداً" على يهوديّ، ثم باعه اليهودي بعد أعوام على آخر من بني قريضه في المدينة المنورة، فأرتضى على نفسه كل ذلك وهو ابن شيخٍ في قومه، أن تُقيد قدماه ويحبس ويهرب ويعمل خادماً في الكنائس والمدن ثم يصبح عبداً أسيراً حتى يحقق هدفه، وهو الوصول لدين الله الحق وللنبي المرسل منه.

وحين رأى "المهاجر روزبه" الرجل الذي ظل يبحث عنه وعن دينه لسنوات - صلى الله عليه وسلـم - ارتمى عليه يقبله ويقص عليه القصص، ثم أُعتق وأصبح أحد أهم الصحابه رضوان الله عليهم، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يلقبه بـ"لقمان الحكيم"، وسئل عنه بعد موته فقال: "من لكم بمثل لقمان الحكيم؟ أوتي العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحرا لا ينزف".

وحينما أقام روزبه أو سلمان - كما يطلق عليه بعد اسلامه - مع أبو الدرداء أياما في دار واحدة، كان أبو الدرداء يقوم الليل ويصوم النهار. فحاول سلمان أن يثنيه عن صومه هذا، فقال له أبو الدرداء: أتمنعني أن أصوم لربي وأصلي له؟ فأجاب سلمان: "إن لعينيك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا. صم وافطر، وصلّ ونام. فبلغ ذلك الرسول فقال: (لقد أُشبِعَ سلمان علما)".

إنها قصة نجاح (روزبه) سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه. الذي قال فيه رسول الله صـلى الله عليه وسلم: (سلمان منا أهل البيت). بطل قصة "غزوة الخندق" التي كافأ الله صاحبها بأن ارتبطت قصة نجاحه بقصة نجاح أمة.
ويبقى العنوان الكبير لقصة نجاح هذا الصحابي الجليل، "إذا عرفت هدفك، فالزمه مهما كلفك الأمر، ففي الأخير ستصل".

كل عام وأنتم بخير

هناك 3 تعليقات:

  1. جزيت خيرا معلومات جميلة ومفيدة.
    لكن حديث "سلمان منا آل البيت" حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الأرجح أنه من أقول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه، أرجوا قبل نشر أحاديث التأكد قبل كي لا تكون في من قال فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).

    شكرا على رحابة صدرك.. وعلى معلوماتك القيمة

    أدعوك لمدونتي:
    http://alezstories.blogspot.com

    ردحذف
  2. (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)*

    ردحذف
  3. معلومات قيمة
    http://banatbaba.blogspot.com/2014/06/blog-post_13.html لعبة باربى وقص الشعر
    http://banatbaba.blogspot.com/2014/06/blog-post_8816.html لعبة تلبيس ومكياج عروسة الثلج
    http://banatbaba.blogspot.com/2014/06/blog-post_1506.html لعبه كراش

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.